Морган Райс - السعي من أجل البطولة стр 2.

Шрифт
Фон

الأسوأ من ذلك أنهم كانوا أطول وأقوى منه, رغم معرفة تور بأنه لم يكن قصيراً كان يشعر بأنه صغير بجانبهم. كان يشعر بأنّ عضلات ساقيه هزيلة بالمقارنة مع عضلاتهم التي تشبه خشب البلوط. لم يقم والده بأي خطوة لمعالجة هذا, في الواقع بدى أنه يتلذذ بهذا, تاركاً تور لرعي الغنم وشحذ الأسلحة بينما تُرك أخوته للتدريب. كان لا يتحدث بهذا أبداً ولكنه كان مفهوماً دائماً بأن حياة تور ستمضي بلا معنى وهو يشاهد إخوته يحققون أشياء عظيمة. مصيره إذا مضى والده وإخوته في طريقهم, سيكون بالبقاء هنا, مسجوناً في هذه القرية وهو يقوم بخدمة عائلته و تقديم الدعم الذي تطلبه. الأسوأ من ذلك إحساس تور بشكل متناقض أن إخوته يشعرون بالتهديد من قبله, كان يحس في بعض الأحيان أنهم ربما يكرهونه أيضاً. كان تور يستطيع رؤية هذا في كل نظرةٍ منهم, وفي كل إشاراتهم. لم يكن يفهم كيف, لكنه أثار شيئاً ما فيهم, مثل الخوف أو الغيرة في نفوسهم. ربما كان هذا لأنه مختلف عنهم, لا يبدو مثلهم أو يتحدث بتصنعهم, حتى أنه لم يكن يلبس مثلهم, احتفظ والده بأفضل الأثواب الأرجوانية والقرمزية والأسلحة المذهبة لإخوته, بينما تُرك تور يرتدي الخرق الخشنة.

بالرغم من هذا, قدم تور أفضل ما لديه, بإيجاد طريقة تجعل ملابسه تناسبه, رابطا العباءة مع وشاح حول خصره, والآن كان موسم الصيف هنا, فقطع الأكمام و سمح للنسائم بمداعبة ذراعيه الخفيفتين. قميصه كان يتلاءم مع سرواله الكتان الخشن وزوج أحذيته الوحيد المصنوع من الجلد الأكثر فقرا بأربطة تصل إلى ساقيه. كانوا بالكاد من الجلد بالنسبة لأحذية إخوانه, لكنه جعلهما مناسبين. كان له زيٌّ نموذجي للرعاة.

لكن سلوكه لم يكن يشبه سلوك الرعاة. كان تور يقف بقامة طويلة هزيلة, و يملك فكّاً ضخماً وذقناً نبيلاً وعظام خدٍّ عالية وعيوناً رمادية, بهيئة تشبه محارباً مهجّراً. كان شعره البني يتموّج على رأسه, بعيداّ عن أذنيه, و عيناه تلمع في الضوء بجانب خصل شعره.

كان سَيُسمح لإخوته بالنوم في هذا الصباح, وسيُقَدم لهم وجبة دسمة, و يرسلون للاختيار مع أفضل الأسلحة بمباركة والده, بينما لم يكن سيسمح له بالحضور حتى. لقد حاول أن يناقش المسألة مع والده مرة واحدة, و لكن لم تسر الأمور على ما يرام. أنهى والده المحادثة دون مناقشة, لم يعد المحاولة مرة أخرى. لقد كان ذلك غير عادل أبداً.

كان تور عازماً على رفض المصير الذي خططه والده له. عند أول علامة من القافلة الملكية, سيركض عائداً إلى المنزل ليواجه والده, وشاء أم أبى سيجعل رجال الملك يعرفونه. سيقف مع الآخرين للاختيار و لن يستطيع والده منعه من ذلك. كان يشعر بضيق في صدره عند التفكير في ذلك. حين ارتفعت الشمس الأولى إلى الأعلى, و بدأت الشمس الثانية في الارتفاع, مضيفةً طبقة من الضوء إلى السماء الأرجوانية, استطاع تور أن يلاحظهم.

كان يقف بانتصاب و الخوف يملأ قلبه, بعواطف مثارة. هناك في الأفق, ظهرت خطوط لعربة تجرها الخيول, عجلاتها تركل الغبار إلى السماء. قلبه يدق أسرع من مجيئها, حتى أكثر من لمعان لونها الذهبي تحت الشموس, مثل سمكة فضية تقفز من الماء. بعد أن عدَّ اثنا عشر منهم, لم يعد بإمكانه الانتظار أكثر. عصف قلبه في صدره, ناسياً قطيعه لأول مرة في حياته, التفت تور و انطلق مسرعاً متعثراً أسفل التل, وعزم على عدم التوقف عند أي شيء حتى يعرّف عن نفسه لرجال الملك.

*

بالكاد كان تور يتوقف لالتقاط أنفاسه وهو مسرع إلى أسفل التلال, عبر الأشجار, تخدشه الأغصان دون أن يهتم. وصل إلى أرض خالية من الأشجار ورأى قريته منتشرة أمامه: بلدةٌ هادئةٌ مليئةٌ ببيوت من طابق واحد, والبيوت من الطين الأبيض مع أسقف من القش. ولكن كان يوجد عشرات الأُسر داخلها. كان يتصاعد الدخان من المداخن لأن معظمهم كان يعدّ وجبته الصباحية. كان مكاناً خلاباً, بعيداّ عن البلاط الملكي ركوب يوم كامل. مجرد قرية أخرى على أطراف الطوق, سن آخر من عجلة المملكة الغربية.

اندفع تور إلى نهاية الامتداد, إلى ساحة القرية, وهو يركل التراب أثناء ركضه. يدفع الدجاج والكلاب من طريقه, وامرأة عجوز جالسة قرفصاء خارج منزلها أمام قدرٍ من المياه التي تغلي, تهسهس في وجهه.

"على رسلك أيها الصبي!" قالتها رويداً كأنها تسابق الماضي, وهي تنثر التراب في نارها.

ولكن تور لن يستطيع الإبطاء أو التوقف من أجلها و لا من أجل أحدٍ غيرها. نزل إلى شارع جانبي, ثم إلى آخر, يلف وينعطف في طريق يحفظه عن ظهر قلب, حتى وصل إلى البيت.

كان منزلا صغيراً غريباً مثل منازل الآخرين, بجدرانه من الطين الأبيض وسقف من القش ذو زوايا. مثل معظم المنازل, غرفة واحدة مقسمة, والده ينام في جانب وإخوته الثلاثة ينامون في الجانب الآخر, وخلافاً لمعظم المنازل, كان فيه قن دجاج صغير في الخلف, وكان تور ينفى هناك للنوم. في البداية كان لديه مكان للمبيت مع إخوته, ولكن مع مرور الوقت كّبُر إخوته و أصبحوا أضخم و أكثر شراسة, ولم يتركوا له مجالاً في الغرفة للنوم معهم. ذلك سبب لتور الأذى ولكنه الآن يستمتع بالحيز الخاص به, مفضلاً أن يكون بعيداً عن وجودهم. وذلك أكدّ له أنه كان منفياً بالنسبة لعائلته على الرغم من معرفته أنه كذلك.

ركض تور إلى الباب الأمامي واندفع عبره دون توقف.

"أبي! صاح وهو يلهث." فرقة الفضة! إنهم قادمون!"

كان والده وإخوته الثلاثة جالسون منحنين على مائدة الإفطار, يرتدون أفضل ما لديهم. عند سماعهم كلماته قفزوا جميعهم واندفعوا إلى الخارج, يرتطمون بكتفيه وهم يركضون إلى الطريق.

تبعهم تور خارجاً, ووقفوا جميعهم يراقبون الأفق.

"لا أرى أحداً" أجاب ديريك أكبرهم, بصوته العميق. مع كتفين واسعتين وقصة شعر مثل إخوته, بني العينين ونحيل, بشفتين مستنكرتين عبس في وجه تور كما يفعل دائماً.

"لا أرى أحداً أيضا" ردد دروس, الذي يصغر ديريك بعام واحد و يكون دائماً بجانبه.

"إنهم قادمون!" صرخ تور. "أقسم بذلك!"

التفت إليه والده وأمسك كتفيه بقوة.

"وكيف يمكنك معرفة هذا؟" قال محتجاً.

"لقد رأيتهم."

"كيف؟ من أين؟"

تردد تور, لقد أمسك به والده. هو يعرف بالطبع المكان الوحيد الذي يمكن أن يرصدهم منه, إنه في أعلى الهضبة. الآن لم يكن تور يعرف كيف يرد.

"أنا...تسلقت الهضبة"

"مع القطيع؟ أنت تعرف أنها لا يجب أن تذهب إلى هذا الحد."

"لكن اليوم كان مختلفا, كان يجب أن أشاهدهم."

حملق والده بسخط إلى الأسفل.

"اذهب إلى الداخل فوراً و أحضر سيوف إخوتك وقم بتلميع أغمادهم, حتى يبدوا بأفضل مظهر قبل وصول رجال الملك."

انتهى والده منه, التفت إلى إخوته الذين وقفوا جميعهم في الطريق يبحثون.

"هل تعتقد أنه سيتم اختيارنا؟" سأل دورس, أصغر الثلاثة, و الذي يكبر تور بثلاث سنوات كاملة.

"سيكون من الغباء ألّا يفعلوا," قال والده. "إنهم يفتقرون للرجال هذا العام. لقد كان الاختيار ضعيفاً أو أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث. أنتم الثلاثة قفوا باستقامة فقط وأبقوا ذقونكم وصدوركم مشدودة. لا تنظروا مباشرة في أعينهم, و لكن لا تنظروا بعيداً أيضا. كونوا أقوياء و واثقين بأنفسكم, و لا تظهروا أي ضعف. إذا كنتم تريدون أن تكونوا في فيلق الملك, يجب أن تتصرفوا كأنكم بالفعل فيه."

"نعم, أبي." أجاب أولاده الثلاثة في آن واحد, وأخذوا الوضعية التي أمرهم والدهم بها.

التفت إلى الوراء وحملق بغضب في تور.

"لماذا لا تزال واقفاً هنا؟" سأل والده "اذهب إلى الداخل!"

تور وقف هناك, مشتتاً. لا يريد أن يعصي والده, لكنه يجب أن يتحدث إليه. خفق قلبه كما لو أنه بدأ بمناقشته. قرر أنه سيكون من الأفضل أن يطيعه, سيحضر السيوف ثم يواجه والده. عصيانه المباشر لن يساعده.

اندفع تور إلى المنزل, إلى الخلف حيث ألقيت الأسلحة. وجد سيوف إخوته الثلاثة, كلهم غاية في الجمال, متوجين بخيرة مقابض السيوف الفضية, إنها عطايا ثمينة عمل والده بكدّ من أجلها. أمسك بثلاثتهم, تفاجأ بوزنهم كما هو الحال دائماً وركض عائداً عبر المنزل حاملاً السيوف.

انطلق نحو إخوته وسلم كل منهم سيفه, ثم التفت إلى والده.

"ماذا, بدون تلميع؟" قال ديريك.

التفت والده إليه باستنكار, ولكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء, تكلم تور.

"أبي, من فضلك, أريد التحدث إليك."

"أمرتك بتلميعهم.."

"من فضلك, أبي."

حملق والده مرة أخرى, يجادل. يجب أن يكون قد رأى الجدية على وجه تور, لأنه أخيراَ قال, "حسناً؟"

"أريد أن أؤخذ بعين الاعتبار و أذهب إلى هناك, مع الآخرين. للفيلق."

ارتفع صوت ضحكات إخوته من خلفه, الأمر الذي جعل وجهه يشتعل احمراراّ.

ولكن والده لم يضحك, على العكس من ذلك, ازداد عبوس وجهه.

"أنت؟" سأل والده.

تراجع تور إلى الخلف.

"أنا في الرابعة عشر, أنا مؤهل."

"إنه في الرابعة عشر," قال ديريك باستخفاف, من فوق كتفه. "إذا أخذوك, ستكون الأصغر بينهم. هل تظن أنهم سيفضلونك عن شخص مثلي أكبر منك بخمس سنوات؟"

"أنت وقح," قال دورس. "أنت دائماً هكذا."

التفت تور لهم. "أنا لا أسئلكم" قال تور.

التفت إلى أبيه, الذي ما يزال عابساً.

"أبي, رجاءً", قال تور. "أعطني فرصة, هذا كلّ ما أطلبه. أنا أعلم أنني ما زلت صغيراً, و لكنني سأثبت نفسي مع مرور الوقت."

هزّ والده رأسه بالنفي.

"أنت لست جنديا, أيها الفتى. أنت لست كإخوتك, أنت راعي. حياتك هنا, معي. ستقوم بواجباتك كلها بشكل جيد. ينبغي على المرء أن لا يحلم عالياً. ابني حياتك وتعلم أن تحبها."

شعر تور بقلبه ينكسر وكأنه يرى حياته تنهار أمام عينيه.

لا, قال وهو يفكر لا يمكن أن يحصل هذا.

"لكن أبي.."

"اصمت" صرخ بشدة. "هذا يكفي, ها قد جاؤوا. ابتعد عن الطريق, و الأفضل لك أن تلتزم أدبك وهم هنا."

اقترب والده ودفع تور إلى الجانب, كما لو كان شيئاً من الأفضل أن لا يُرى. اكتوى صدر تور بكفّ أبيه الضخم.

Ваша оценка очень важна

0
Шрифт
Фон

Помогите Вашим друзьям узнать о библиотеке

Скачать книгу

Если нет возможности читать онлайн, скачайте книгу файлом для электронной книжки и читайте офлайн.

fb2.zip txt txt.zip rtf.zip a4.pdf a6.pdf mobi.prc epub ios.epub fb3

Популярные книги автора