Морган Райс - السعي من أجل البطولة стр 3.

Шрифт
Фон

ظهر دويّ كبير, اندفع سكان المدينة خارج منازلهم, يملئون الشوارع. سحابةٌ من الغبار المتزايد تبشّر بقدوم القافلة. بعد لحظات وصلوا, اثنا عشر عربةً تجرها الخيول مع ضوضاء مثل الرعد العظيم.

جاؤوا إلى المدينة كجيش مفاجئ, توقفوا أمام منزل تور. قفزت أحصنتهم في المكان وهي تصهل. أخذت سحابة الغبار وقتا طويلاً حتى تلاشت. تور حاول بشغف سرقة نظرةٍ خاطفةٍ على دروعهم و أسلحتهم. لم يقترب من فرقة الفضة هكذا من قبل, كان قلبه يخفق بسرعة.

ترجل الجندي من على الحصان الرمادي. إنه هنا, عضو حقيقي من فرقة الفضة, مغطىً بدرع دائري لامع, ويحمل سيفاً طويلاً على حزامه. مظهره يوحي بأنه في الثلاثين من عمره, رجل حقيقي بلحيةٍ على وجهه, وندوب على خده, وأنف أعوج من المعارك.

كان هذا الرجل الأكثر أهمية الذي قد رآه تور طوال حياته, عريض المنكبين كالآخرين, مع طلعة تقول أنه في مهمةٍ ما.

قفز الجندي إلى آخر الطريق الترابي, خيله يجلجل وهو يقترب من صف الفتيان.

توقف الفتيان من أعلى وأسفل القرية بانتباه, على أمل. الانضمام إلى فرقة الفضة كان يعني حياة الشرف و المعركة و الشهرة, تعني المجد مع الأرض, و اللقب و الثروات. ذلك يعني أفضل عروس و أرضاً مختارة وحياة مجد. ذلك يعني تكريماً لعائلتك, دخول الفيلق كان الخطوة الأولى.

تمعن تور بالعربات الذهبية الكبيرة, وعرف أنها يمكن أن تحمل الكثير من المجندين. كانت مملكة كبيرة, وكان لديهم العديد من المدن لزيارتها. شعر بنفسه قد اختفى, عندما أدرك أنها فرصةٌ بعيدةٌ أكثر مما كان يتوقع. يجب أن يتغلب على هؤلاء الفتيان الذين كان كثير منهم مقاتلون كبيرون بجانب إخوته الثلاثة, كان يشعر أنه يغرق.

كان تور بالكاد يستطيع التنفس والجندي يسير بخطى في صمت, يدرس صفوف الطامحين. بدأ من الجانب البعيد من الشارع, ثمّ استدار ببطء. تور عرف كل الفتيان الآخرين. و بطبيعة الحال كان يعرف أن بعضاً منهم لا يريدون أن يتم اختيارهم, على الرغم من أسرهم تريد إرسالهم. كانوا خائفين جداً, لو حصل ذلك من الممكن يكونوا جنوداً رديئين.

كان قلب تور من الإهانة, لقد شعر أنه يستحق أن يُختار بقدر كل منهم. فقط لأن إخوته كانوا أكبر وأقوى منه لا يعني أنه لا يملك الحق في الترشح وأن يتمّ اختياره. كان يحترق من الكراهية لوالده, كان سينفجر خارج جسده كلما اقترب الجندي.

توقف الجندي أمام إخوته, لأول مرة. كان ينظر إليهم من الأعلى إلى الأسفل, وبدا معجباً. وصل إليهم أمسك واحداً من أغمادهم وانتزعه وكأنه يختبر مدى رسوخه.

كسر صمته بابتسامة.

"لم تستخدم سيفك في معركة من قبل, هل فعلت؟" سأل الفارس ديريك.

رأى تور أخوه ديريك متوتراً لأول مرة في حياته.

"لا يا سيدي. ولكنن استخدمته مرات عديدة في التدريب, وآمل أن.."

"في التدريب!"

زمجر الجندي مع الضحك, واتجه إلى الجنود الآخرين, الذين انضموا, ضاحكاً في وجه ديريك.

تحول وجه ديريك إلى الأحمر الفاقع. لم يرى تور أخوى ديريك محرجاً من قبل, بالعادة ديريك هو من يحرج الآخرين.

"حسناً يجب أن أخبر الأعداء بالخوف منك بالتأكيد, أنت الذي يحمل سيفه في التدريب!"

ضحك حشد الجنود مرة أخرى.

ثم التفت الجندي إلى إخوة تور الآخرين.

"ثلاثة فتيان من نفس العائلة" قال الجندي, وهو يفرك لحيته. "هذا يمكن أن يكون مفيداً. أنتم كلكم بحجم جيد و لكن من غير خبرة, ومع ذلك سوف تحتاجون المزيد من التدريب إذا كنتم ستنضمون إلى لائحتنا."

توقف الجندي.

"أعتقد أنه يمكننا أن نجد غرفة, "

أومأ إلى العربة الخلفية.

اصعدوا, وبسرعةٍ قبل أن أغير رأيي."

انطلق الأشقاء الثلاثة إلى العربة, مبتهجين. لاحظ تور أن والده كان مبتهجاً أيضا.

لكنه كان محبطاً وهو يشاهدهم يرحلون.

التفت الجندي وانتقل إلى المنزل التالي, لم يعد بإمكان تور الوقوف.

"سيدي!" صاح تور.

التفت والده وحدق في وجهه, لكن تور لم يعد يهتم.

وقف الجندي, ظهره لتور والتفت ببطء.

أخذ تور خطوتين إلى الأمام, قلبه ينبض, ويتمسك بصدره قدر ما يستطيع.

"لم تنظر إليّ يا سيدي."

كان الجندي مندهشاً, نظر إلى تور من الأعلى إلى الأسفل لعلها تكون مزحة.

"أنا لم انظر إليك؟" سأل الجندي وانفجر في الضحك.

انفجر رجاله في الضحك أيضاً. ولكن تور لم يهتم, كانت هذه لحظته. الآن أو أبداً.

"أريد الانضمام إلى الفيلق!" قال تور.

اقترب الجندي من تور.

"هل أنت الآن جاهز؟"

كان ينظر مستمتعاً, صمت قليلاً ثمّ أكمل حديثه.

"وهل وصلت إلى سنة الربعة عشر ؟"

"لقد فعلت, سيدي. قبل أسبوعين"

"قبل أسبوعين!" صرخ الجندي مع ضحك, كما فعل رجاله وراءه.

"في هذه الحالة, يجب على أعدائنا أن يرتعشوا أمامك."

شعر تور أنه يحترق من الإهانة, كان عليه أن يفعل شيئاً. لا يمكن أن يسمح بنهاية مثل هذه. بدأ الجندي بالمشي بعيداً ولكن تور لم يكن ليسمح بذلك.

اندفع تور إلى الأمام وصاح:" سيدي! إنك ترتكب خطأً!"

انتشر الفزع بين الحشد, عندما توقف الجندي وبدأ بالالتفاف ببطء.

الآن كان مقطب الحاجبين.

"صبي غبي," قال والده, وهو يشد تور من كتفه "عد إلى الداخل!"

"لا يجب ذلك!" صاح تور وانتفض عن قبضة والده.

اقترب الجندي من تور, بينما كان والده يتراجع إلى الخلف.

"هل تعرف عقوبة إهانة أحد أعضاء فرقة الفضة؟" رد الجندي بعنف.

ارتعد قلب تور, لكنه يعرف أنه لا يستطيع التراجع.

"أرجو أن تغفر له يا سيدي" قال والده. "إنه فتى صغير و.."

"أنا لا أتحدث إليك" قال الجندي. مع نظرة ثاقبة, أجبر والد تور على الابتعاد.

التفت الجندي إلى تور.

"أجبني" قال الجندي.

لم يعد تور قادر على الكلام, لم يكن هذا ما خطط له في رأسه.

"إهانة فرقة الفضة هي إهانة الملك نفسه," قال تور بخنوع, يتلو ما تعلم من ذاكرته.

"نعم" قال الجندي. "وهو ما يعني أنني أستطيع إعطاءك أربعين جلدة إذا أردت ذلك."

"لم أعني أي إهانة, سيدي" قال تور. "أريد فقط أن يتم اختياري, أرجوك. لقد حلمت بهذا طوال حياتي, من فضلك. اسمح لي بالانضمام إليكم."

نظر الجندي إليه, وببطء, اختفت تعابير وجهه. بعد فترة طويلة, هز رأسه.

"أنت فتى, شاب. لديك قلب شجاع, ولكنك غير مستعد. عد إلينا عندما تكون مستعداً."

التفت الجندي وبالكاد ألقى نظرة عابرة على الفتيان الآخرين, وبسرعة صعد على حصانه.

كان تور محبطاً وهو يشاهد القافلة تتقدم بأسرع مما وصلت كانت قد اختفت.

آخر ما رآه تور كان إخوته, جالسون في الجزء الخلفي من العربة الماضية. ينظرون في وجهه, مستنكرين و ساخرين.

كانوا يُأخذون بعيداً أمام عينيه, بعيداً عن هنا, إلى حياة أفضل.

في داخله شعر تور أنه يموت.

بينما كان الحماس يتلاشى من حوله, انسل القرويين إلى منازلهم.

"هل تدرك كم أنت ولد غبي وأحمق؟" قال والد تور بعنف وهو ممسك بكتفيه. "هل تدرك أنك أفسدت فرص إخوتك؟"

أبعد تور يد والده بعيداً عنه بقوة, اقترب والده منه مرة أخرى و ضربه بظهر يده على وجهه.

شعر تور بلسعتها وحملق في والده بغضب. وجزء منه, لأول مرة يريد أن يضرب والده, و لكنه أمسك نفسه.

"اذهب وأحضر غنمي. الآن! وعندما تعود لا تتوقع مني وجبة. لقد خسرت وجبتك اليوم, وفكر بما قد فعلت اليوم."

"ربما يجب ألّا أعود أبداً!" صرخ تور وهو يلتفت ويندفع بعيداً عن منزله, نحو التلال.

"تور!" صاح والده. قليل من القرويين توقفوا على الطريق يشاهدون.

بدأ تور بالهرولة, ثم بدأ بالركض, راغباً بالابتعاد عن هذا المكان قدر الإمكان. لقد لاحظ بالكاد أنه يبكي, دموعه تغرق وجهه, وكأن كل أحلامه قد سقطت أرضاً.

الفصل الثاني

تجول تور في التلال لساعات, وهو مضطرب, حتى اختار تلةً و جلس عليها. تقاطعت يداه عبر قدميه, وهو يتأمل الأفق. كان يشاهد العربات تختفي, ويشاهد سحابة الغبار التي بقيت لساعات بعد اختفائها.

لن يكون هناك المزيد من أيام الاختيار هذه. الآن قدره أن يبقى في هذه القرية لعدة سنوات, في انتظار فرصة أخرى.... إذا عادوا أصلاً. و إذا سمح له والده حتى بذلك. الآن سيكون هو ووالده فقط في المنزل, و سيصب والده جام غضبه عليه. إنه سيكمل حياته خادماً لوالده, قد تمضي السنوات, وقد ينتهي به المطاف كوالده, عالقاً هنا في حياة صغيرة وضيعة, بينما يكتسب إخوته المجد والشهرة.

اشتعلت شرايينه مع الإهانة من كل ذلك, لم تكن هذه الحياة التي كان من المفترض أن يعيشها. إنه يعرف ذلك.

عصف دماغه بكل الأفكار التي يمكن أن يفعلها, بكل الطرق التي يمكن أن يغير به هذا. ولكن لم يكن هناك شيء.

بعد ساعات من الجلوس, زاد اكتئابه و بدأ عبور طريقه المألوف حتى التلال, أعلى وأعلى. لا محالة أنه انجرف عائداً نحو القطيع, إلى الربوة العالية. كل ما ارتفع متسلقاً, انخفضت الشمس الأولى في السماء و وصلت الثانية إلى ذروتها, ملقيةً لوناً مخضراً.

أخذ تور وقته وهو يمشي متمهلاً, مزيلاً مقلاعه عن وسطه, قبضة من الجلد باليةً جيداً من سنوات من الاستخدام. وصل إلى كيس مربوط بفخذه ولمس مجموعته من الحجارة, كل منها أكثر نعومة من الأخرى, لقد انتقاهم من صفوة الخلجان. في بعض الأحيان يقذفها على الطيور, و أحياناً أخرى على القوارض. كانت هذه عادته على مدى سنوات. في البداية, كان يخطأ بإصابة كل شيء, ثمّ في إحدى المرات, ضرب هدفاَ متحركاَ. منذ ذلك الوقت أصبح لا يخطئ هدفه. الآن, قذف الحجارة أصبح جزءً منه, يساعده على تفريغ بعضٍ من غضبه. قد يستطيع إخوته أرجحة السيف خلال قطع الأخشاب, ولكنهم لا يمكن أن يصيبوا طيراً محلقاً بحجر.

وضع تور حجراً في المقلاع, انحنى إلى الخلف و قذفها بكل ما لديه من قوّة, متظاهراً بأنه يرميها على والده. ضرب غصن شجرة بعيدة, وقعت إلى الأسفل مباشرةً. عندما اكتشف أنه يستطيع قتل الحيوانات المتحركة, توقف عن استهدافها, خائفاً من قوته و لم يرغب بأن يؤذي أحداً, الآن أهدافه فروع الأغصان. إلا إذا كان ثعلب أتى وراء قطيعه بالطبع. مع مرور الوقت, تعلم أنك يبقيه بعيداً, و كنتيجةٍ لذلك كانت أغنام تور الأكثر أماناً في القرية.

Ваша оценка очень важна

0
Шрифт
Фон

Помогите Вашим друзьям узнать о библиотеке

Скачать книгу

Если нет возможности читать онлайн, скачайте книгу файлом для электронной книжки и читайте офлайн.

fb2.zip txt txt.zip rtf.zip a4.pdf a6.pdf mobi.prc epub ios.epub fb3

Популярные книги автора